وقد وصف الله
أئمة المتقين فقال: ﴿وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ
وَكَانُواْ بَِٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 24] فبالصبر تترك الشهوات، وباليقين تُدفع الشُبهات.
ومنه قوله في
سورة العصر: ﴿وَٱذۡكُرۡ
عِبَٰدَنَآ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ أُوْلِي ٱلۡأَيۡدِي
وَٱلۡأَبۡصَٰرِ﴾ [ص: 45] ومنه الحديث المرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أَنَّ الله
يُحِبُّ الْبَصِير النَّاقِدَ عِنْدَ وُرُودِ الشُّبُهَاتِ، وَيُحِبُّ الْعَقْلَ
الْكَامِلَ عِنْدَ حُلُولِ الشَّهَوَاتِ» ([1])
****
قوله: «﴿وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بَِٔايَٰتِنَا
يُوقِنُونَ﴾» أي: أنهم صاروا
أئمة بسببين:
السبب الأول: الصبر فصبروا عمّا
حرَّم الله.
والسبب الثاني: اليقين: ﴿وَكَانُواْ بَِٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ﴾ يعني: يؤمنون بها ولا يشكّون فيها، ولهذا يقول الشيخ في عبارةٍ أخرى: بالصبر واليقين تُنال الإمامةُ في الدين، وهذا منتزع من هذه الآية: ﴿وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بَِٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ﴾ فالصبر يمنع من الشهوات المحرَّمة، واليقين يمنع من الشبهات المضلّة، وهذا ممّا يثبِّت الإنسان على عقيدته، وهو ما عليه الإمام أحمد رحمه الله فإنَّه صبر عن الشهوات، وأيقن بما أخبر الله به، والتزم أمره ونهيه، فلذلك ثبت في محنته، ولم يتنازل لهم عن شيءٍ أرادوه.
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد