وقد يُبْتَلى
بعض المنتسبين إلى العلم وغيرهم بنوعٍ من الحسد لمن هداه الله لعلمٍ نافع أو عملٍ
صالح، وهو خُلُق مذموم مطلقًا، وهو في هذا الموضع من أخلاق المغضوب عليهم.
****
· التشبه بهم في صفاتهم الذميمة:
1- التشبه بهم
بالاتصاف بالحسد:
قد يكون التشبه
باليهود في الاتصاف بالحسد، فإنه قد يكون في هذه الأمة من يتشبّه باليهود
والنصارى، فيحسد أهل الفضل الذين آتاهم الله العلم والعمل، فيُشْبه فعله هذا فعل
اليهود والنصارى الذين حسدوا المسلمين على ما آتاهم الله من فضله.
قوله: «وهو في هذا
الموضع من أخلاق المغضوب عليهم» أي: أنَّ هذا الحسد هو الـذي يَحمِل بعض الناس
على تنقُّص أهل الحق والفضل، والحطّ من قدرهم، لا لشيء إلاّ الحسد الذي ملأ القلوب،
قال الشاعر:
حسدوا الفتى لم ينالوا سعيَه *** فالناسُ أعداءٌ له وخصومُ
كضرائر الحسناء قُلنَ لوجهها *** حسدًا وبغيًا إنَّه لدميمُ
ولذلك يكون في هذه الأمة من يشبه اليهود في هذه الصفة الذميمة، وهي حسد أهل الفضل والعلم على ما آتاهم الله، والواجب أن يسعى في تحصيل ما عنـدهم ليكون مثلهم بدل أن يتمنى زوال النعمـة عنهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً، فَهُوَ يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا، فَهُوَ يُعَلِّمُهُ وَيَعْمَلُ بِهِ» ([1])
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد