وقال
التِّرمذيُّ: حدَّثنا قُتيبة، حدَّثنا ابنُ لهيْعة، عن عمرِو بن شُعيبٍ، عن أبيه،
عن جدِّه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ
بِغَيْرِنَا، لاَ تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ وَلاَ بِالنَّصَارَى، فَإِنَّ تَسْلِيمَ
اليَهُودِ الإِشَارَةُ بِالأَصَابِعِ، وَتَسْلِيمَ النَّصَارَى الإِشَارَةُ بِالأَكُفِّ»
([1]) قال:
وروى ابن المبارك هذا الحديث عن ابن لهيعة ولم يَرْفَعه، وهذا وإن كان فيه ضعف،
فقد تقدمَّ الحديث المرفوع: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([2]).
وهو محفوظ عن
حُذيفة بن اليمان أيضًا من قولِه، وحديث ابن لهيعة يصلح للاعتضاد، كذا كان يقول
أحمدُ وغيرُه.
****
فيندب للمسلم أن
يمشي في بعض الأحيان حافيًا ليتعوّد الخشونة، إذا لم يتأذَّ بشوك أو غيره، أما إذا
تحققت المضرّة فلا ينبغي مثل ذلك، وفي هذا الحديث الحث على المشي والنّهي عن
الإكثار من الركوب.
وقوله: «وهذا مشهور
محفوظ عن عمر بن الخطاب...» المقصود: أنَّ هذا الأثر الصحيح من كلام
عمر رضي الله عنه، وروي مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق، ومعناه
صحيح لا غبار عليه.
قوله: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا...» من عادة الشيخ استقصاء الأدلة في الموضوع الذي يتحدّث فيه، وهذا يدلّ على سعة اطلاعه، فهنا أورد هذا الحديث وإن كان فيه ابن لهيعة وهو ضعيف، فإن له ما يقويه، فإذا كان لا يجوز التشبُّه باليهود وهم أهل كتاب،
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2695).
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد