ومثل هذا: ما
روى سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ
الْجَاهِلِيَّةِ، وَفَخْرَهَا بِالآْبَاءِ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، أَوْ فَاجِرٌ
شَقِيٌّ، أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ، لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ
فَخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ، إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ، أَوْ
لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجِعْلاَنِ الَّتِي تَدْفَعُ
بِأَنْفِهَا النَّتِنَ» ([1]) رواه
أبو داود وغيره، وهو صحيح.
فأضاف «العبية
والفخر» إلى الجاهلية؛ يذمّهما بذلك. وذلك يقتضي ذمّهما بكونهما مضافين إلى
الجاهلية. وذلك يقتضي ذمّ كـل الأمـور المضافـة إلى الجاهلية.
ومثله ما روى
مسلم في «صحيحه» عن أبي قيس - زياد بن رباح - عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ
الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ
عَمْيَاء يَغْضَبُ لِعَصَبِيَّةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبِيَّةٍ، أَوْ يَنْصُرُ
عَصَبِيَّةٍ، فَقُتِلَ، قُتِلَ قِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي،
يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، وَلاَ يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلاَ يَفِي
لِذِي عَهْدِهَا، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ» ([2]).
ذكر صلى الله
عليه وسلم في هذا الحديث الأقسام الثلاثة التي يعقد لها الفقهاء باب قتال أهل
القبلة من البغاة والعداة وأهل العصبية:
فالقسم الأول: الخارجون عن طاعة السلطان. فنهى عن نفس الخروج عن الطاعة والجماعة، وبيَّن أنه إن مات ولا طاعة عليه
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (5116).
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد