حتى حَصَل
لأمته - المؤمنينَ به عمومًا، ولأُولي العِلم منهم خُصوصًا - من العِلم النافعِ
والعمل الصالحِ والأخلاقِ العظيمةِ، والسُّننِ المستقيمةِ، ما لو جُمعت حكمةُ
سائرِ الأمُم عِلمًا وعَملاً، الخالصةَ من كلِّ شَوْب، إلى الحكمة التي بُعث بها،
لَـتَفاوَتا تفاوُتًا يمنع معرفة قَدْر النِّسبة بينهما، فللَّه الحمدُ كما يُحبُّ
ربُّنا ويَرضى، ودلائلُ هذا وشواهِدُه ليس هذا موضعُها.
****
في مزيدٍ من الله
تعالى، ولهذا قال الشيخ رحمه الله في وصف كلِّ ذلك: «هدايةً جلَّت عن وَصْف
الواصفِينَ، وفاقَتْ معرفةَ العارفين».
فلقد كان لبعثته صلى
الله عليه وسلم منفعة عظيمة على الجميع، أمّا المؤمنون الذين اتبعوه فقد حصَّلوا
السعادة في الدنيا والآخرة، وأمّا الكافرون فلقد حصلَ لهم ببعثةِ النبي صلى الله
عليه وسلم فائدة في الدنيا، وذلك بتراجعهم عن كثيرٍ من غَيِّهم وباطلهم، بما
أصابهم من عدله صلى الله عليه وسلم، وهذا في الدنيا، وأما في الآخرة، فقد غَلبت عليهم
شِقْوَتُهم فلم يؤمنوا، فخسروا في الآخرة خسرانًا مبينًا.
قوله: «حتى حَصل
لأمته المؤمنين به عمومًا...» يعني: أنَّ منّةَ الله تعالى في بعثة هذا
النبي صلى الله عليه وسلم على المؤمنين خاصة إنما هي منّةٌ عظيمة لا تُقاس بثمن،
ولا تُعدل بالدنيا وما فيها، وفي ذلك عمومٌ وخصوص.
أمّا العموم:
فمِنَّة الله تعالى على الأمّة بعامّةٍ منّةٌ عظيمةٌ، فالله جل وعلا أخرجهم من
الظلمات إلى النور، ومن الشرك إلى التوحيد، فتركوا عبادة الأصنام والأوثان، وتركوا
أفعال الجاهلية من أكل الميتة وشربِ الخمر ووَأْد البنات.
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد