والآية تعمُّ
ما ذكره العلماء جميعهم، فإنه سبحانه قال: ﴿كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنكُمۡ قُوَّةٗ وَأَكۡثَرَ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا﴾ [التوبة: 69] فتلك القوة التي كانت فيهم كانوا يستطيعون أن يعملوا بها
للدنيا والآخرة، وكذلك أموالهم وأولادهم، وتلك القوة والأموال والأولاد هو الخلاق.
****
يعني: الآية تَعُمُّ
القولين جميعًا، فهما من اختلاف التنوع في أنَّ الكفار والمنافقين الأوَّلين
استمتعوا بدينهم وبنصيبهم من هذه الدنيا، فهؤلاء المنافقون المتأخرون مثلهم،
استمتعوا بخلاقهم، أي: نصيبهم ودينهم من هذه الدنيا.
قوله: «فإنَّه سبحانه
قال: ﴿ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنكُم﴾ »، فالدنيا هي نصيبٌ
لمن شاء الله من عباده، فمن الناس وهم الموفّقون مَن استعملوا ما أعطاهم الله في
الدنيا من أسباب القوة من مالٍ وولد وجاه في طاعة الله، فكان زادًا لهم إلى
الآخرة، ومن الناس مَن استمتع به في دنياه ولم يتفطن لآخرته، وهم المنافقون
والكافرون الذين انشغلوا بالملذات والمشتهيات وتركوا العمل ليوم الحساب، فالاستمتاع
على قسمين: استمتاعٌ حسن، واستمتاع سيِّئ.
الاستمتاع الحسن: هو أن يستعين
العبد بما أعطاه الله على طاعته.
والاستمتاع السيِّئ: هو الذي يستمتع به في دنياه في المعاصي وينسى آخرته.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد