فاستمتعوا
بقوتهم وأموالهم وأولادهم في الدنيا، ونفس الأعمال التي عملوها بهذه القوة، والأموال:
هي دينهم، وتلك الأعمال لو أرادوا بها الله، والدار الآخرة لكان لهم ثوابٌ في
الآخرة عليها. فتمتُّعهم بها: أخذ حظوظهم العاجلة بها، فدخل في هذا من لم يعمل
إلاّ لدنياه، سواء كان جنس العمل من العبادات أو غيرها.
****
أي: أنَّ هؤلاء
القوم استخدموا أموالهم وأولادهم للدنيا، فنالوها، ولكن الدنيا فانية، وأما
المؤمنون فإنهم نظروا إلى الآخرة، فاستعانوا بقوتهم وما أعطاهم الله من المال،
فاستعانوا به على الأعمال الصالحة، فجعلوا الدنيا مطيّة للآخرة، فكسبوا الدنيا
والآخرة.
قوله: «فتمتُّعهم بها: أخذ حظوظهم العاجلة بها...» أي: أنَّ المقصود بالتمتُّع المذموم بها أن يأخذوا منها عاجل الشهوات والملذات، وهذا مؤقت؛ لأنَّ الدنيا لا تدوم، ويدخل في هذا - يعني: في أخذ الحظوظ العاجلة - من لم يعمل إلاّ لدنياه مع ترك آخرته، سواء كان جنس العمل في العبادات، أي: كالمنافقين الذين إنما يؤدون العبادات لا لأجل الثواب وإنما ليأكلوا بعملهم في الدنيا، ولهذا قال تعالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ ١ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١*﴾ [هود: 15-16] والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ، وَالقَطِيفَةِ» إنَّه عبدٌ لهذا المال، «إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ» ([1]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2886).
الصفحة 4 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد