وهي عقيدة واحدة،
قال سبحانه: ﴿وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92].
والله أمر بني
إسرائيل بذلك، لكنهم تفرَّقوا واختلفوا في عقائدهم، لذلك حذَّرنا ربنا سبحانه
فقال: ﴿وَلَا
تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ
ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ﴾ [آل عمران: 105] فنهانا عن
التشبُّه بهم في أن نتفرَّق في عقيدتنا كما تفرَّقوا، ولكن قَدَرُ الله نافذ
والابتلاء واقع، فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنَّ اليهود افترقوا على إحدى وسبعين
فرقة، وأنَّ النصارى افترقوا على ثنتين وسبعين فرقة، وأنَّ هذه الأمة ستفترق على
ثلاث وسبعين فرقة، كلُّها في النار إلاّ واحدة، وهي مَن كان على ما كان عليه
الرسول وأصحابه، فهذه الأمم الثلاث تفرَّقت، وما كان لهم أن يتفرَّقوا لو أنهم
تمسكَّوا بالكتب الإلهية واتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام، ولكن الله سبحانه
يُجري الابتلاء والامتحان فيحصل التفرّق.
ولقد تشبّهت هذه الأمة بمن قبلها في التفرّق والاختلاف، ولكن بقيت منها - ولله الحمد - بقيةٌ ثبتت على الحق ولا تنحرف عنه، وهم أهل السُّنَّة والجماعة، وهي الفرقة الناجية، وسميت ناجية لأنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أخبر أن كلّ هذه الفرق في النار إلاّ هي؛ أي: أنَّ هذه الفرقة نجت من النار بسبب ثباتها على الحق والتوحيد والعقيدة الصحيحة على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولقد وصفهم الله فقال: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ ُ﴾ [التوبة: 100]. فالمقصود: أنَّ العقيدة إنما تُتلقّى مِن الكتاب والسُّنَّة،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد