ولا نتلقَّاها من عادات الناس أو تقاليدهم أو
استحساناتهم، أو من علم الكلام وقواعد المنطق والجدل، فإنَّ هذا يشتّت الناس
ويضيّعهم، وهو أمر منضبط، فتجد أنَّ كل واحد سيستحسن أن يتبع شيخه ورئيسه، ويحصل
بذلك التفرّق، فنحن ليس لنا قدوة إلاّ الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل:
﴿لَّقَدۡ
كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ [الأحزاب: 21] فهو
إمامنا وهو قدوتنا، فالفرقة التي يقودها محمد صلى الله عليه وسلم هي التي يجب اتباعها
دون الفرقة الأُولى التي يقودها شيخ صوفي أو شيخ قبوري، أو شيخ حزبي منشق عن
الجماعة وعن السمع والطاعة، ويقودها جهمي أو معتزلي يقول: إنَّ الله لا يتكلم،
وليس لله أسماء ولا صفات، أو شيعي يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويلعنهم.
وأما العلماء فمن اقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم فإننا نتّبعه، ومن خالفه فإننا نرفضه ولا نتبع رأيه، لذلك جاء التحذير لهذه الأمة أن تسلك مسلك الأمم السابقة في الاختلاف، ولقد وُجد في هذه الأمة من هو على هذه الشاكلة، وإنك إذا ما قرأت في الكتب عن اختلاف الأمم أدركت أهمية هذا التحذير، ككتاب «الملل والنحل» للشهرستـاني «والفَرْق بين الفِرَق» للبغدادي، و«الفصل في الملل والنحل» لابن حـزم، و«المقالات» لأبي الحسن الأشعري.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد