ومن هذا قول بعض
الشعراء:
ألا لا يجهلن
أحدٌ علينا **** فنجهل فوق جهل الجاهلينا
وهذا كثير.
****
قوله: «ولفظ الجاهلية قد يكون اسمًا للحال....»
الجاهلية: ما كان عليه الناس قبل البعثة، لا سيّما العرب والأمِّيّون،
فإنهم لم يكونوا على شيءٍ أصلاً، بل كانوا على عاداتٍ وتقاليد ابتدعوها، وعلى كفر
وشركٍ بالله عز وجل فلما جاء الإسلام أزال كل ما كان من أمور الجاهلية، والجاهلية
قد تكون صفة، وقد تكون مكانًا أو حالاً من الأحوال، فالجاهلية تتنوّع:
فمن الأول: قوله صلى الله
عليه وسلم لأبي ذرٍّ: «إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ» ([1]). يعني: فيك
خصلة من خصال الجاهلية، وهي: الطعن في النَّسب.
ومن الثاني: الحال، وهو: ما
كان من أحوال الجاهلية، سواء في عباداتهم أو عاداتهم الخاصّة بهم، أو نحو ذلك.
ومن الأمثلة على هذا
قولك: شاعر جاهلي، والشاعر الجاهلي هو الذي كان قبل الإسلام، مثل امرؤ القيس، والنابغة
الذبياني، والأعشى ميمون بن قيس، وغيرهم من شعراء الجاهلية، فإذا قيل: شاعر جاهلي،
فهو الذي عاش في فترة الجاهلية، ولم يدرك الإسلام، أو أدرك الإسلام ولكنه لم
يُسلم.
وقوله: «وذلك نسبة إلى الجهل وهو عدم العلم...» يعني: أنَّ كلمة الجاهلية مأخوذةٌ من الجهل، وهو: عدم العلم، لأنهم كانوا قبل
([1]) أخرجه: البخاري رقم (30)، ومسلم رقم (1661).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد