بعثة النبي صلى الله
عليه وسلم في ضلال مبين كما أخبر الله عز وجل عنهم، فهم على جهل، وليسوا على علم
لا سيّما علمٍ من كتاب، بل كانوا في جاهلية منقطعة عن الرسالات، والجهل على
قسمين: جهل بسيط، وجهل مركب.
أما الجهل البسيط: فهو عدم العلم مع
اعترافه بذلك، وهذا أقرب إلى قبول الحق، كأن يرتكب إنسان خطأ لعدم معرفته الحق،
فإذا بُيِّن له الحق قبله.
وأما الجهل المركّب: فصاحبه جاهل ويجهل
أنه جاهل.
أما إذا قال بخلاف
الحق، فهو جاهل، سواء كان جهله جهلاً بسيطًا أو مركبًا، لكن الجهل المركّب أشدّ من
الجهل البسيط؛ لأن الجاهل البسيط يقبل التوجيه، وأما الجاهل المركّب فلا يقبل
التوجيـه؛ لأنه يرى أنه عالم.
ومنه قوله تعالى: ﴿وَإِذَا
خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمٗا﴾ يعني: أنَّ من صفات عباد الرحمن أنهم إذا خاطبهم
الجاهلون - والمراد بالجهل هنا: عدم الحلم - قالوا أي: عباد الرحمن-: سلامًا، أي:
لا يردّون عليهم بالمثل، ليسْلَموا من شرِّهم.
ومنه قوله صلى الله
عليه وسلم: «إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَلاَ يَرْفُثْ، وَلاَ يَفْسُقْ،
وَلاَ يَجْهَلْ» ([1]). فقوله: «ولا
يجهل» يعني: لا يأتي بشيءٍ من الجهل الذي هو خلاف الحلم، كالشتم والسبّ
والغيبة والنميمة وغير ذلك.
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1151)، وأبو داود رقم (2363).
الصفحة 3 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد