وهؤلاء الذين أنعم
الله عليهم هم على درجات: أعلاهم درجةً الأنبياء، ثم يليهم الصدِّيقون، ثم
الشهداء، ثم الصالحون.
وسببُ إنعام الله
عليهم: أنهم سَلكوا هذا الصِراط المستقيم.
وهذا الصراط
المستقيم هو خلاف طريق المغضوب عليهم، وهم الذين أخذوا العِلمَ وتركوا العَمل
واتبعوا أهواءهم، وهُم اليهود ومن شابههم. وأمّا الضالّون، فهم الـذين أخـذوا
العَمل وتركوا العِلم، وهم النصارى ومن شابههم، فإنهم ترهبنوا وتزهَّدوا، وأهملوا
جانب العلم، فساروا على غير بصيرة، فضَلُّوا وأضلَّوا. ويشبههم في هذا كل أصحاب
البدع والمحدثات والخُرافات من هذه الأمة الذين يتقربون إلى الله بما لم
يَشرَعْهُ، مقدّمين في ذلك أهواءهم وأذواقهم على الأدلة من الشرع والنقل.
***
الصفحة 2 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد