وهذه الأمور
الباطنة والظاهرة، بينهما ارتباط ومناسبة، فإنَّ ما يقوم بالقلب من الشعور والحال،
يوجب أمورًا ظاهرة، وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال، يوجب للقلب شعورًا
وأحوالاً.
وقد بعث الله
محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحكمة التي هي سنَّته، وهي الشِّرعة والمنهاج الذي
شرعه الله.
****
والشراب، بشرط أن
تكون هذه الأمور داخلة في حدود المباحات، وألاّ يكون فيها إسراف وتبذير.
المراد من هذا
الكلام: أنَّ أعمال القلب، وأعمال الجوارح مترابطة، فما يكون في القلب من النيّات
والمقاصد والهموم يظهر على الجوارح، فالجوارح تتحرّك تبعًا لما فيه، وما يدور في
القلب من الأفكار والعكس كذلك، فالقلب يتأثر بما يكون من فعل الجوارح من الحركات
والذهاب والمجيء، والأخذ والعطاء، فالقلب يتأثر بأعمال الجوارح، والجوارح تتأثر
بأعمال القلب، فبينهما تلازم وارتباط وثيق.
يفهم من هذه العبارة: أنه لـمّا كانت أعمال القلوب مرتبطة بأعمال الجوارح، والعكس صحيح، كان هذا ردًّا على الذين يعملون المعاصي والسَّيئات، ويقولون: الدين في القلب، يقصدون بذلك أنَّ عمل الجوارح لا يدلُّ على شيء؛ لأنَّ الدين في القلب، وربما يستدلُّون بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «التَّقْوَى هَاهُنَا» وأشار إلى صدره صلى الله عليه وسلم ([1])، لا شكَّ أنَّ القلب هو الأصل وعليه المدار، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ فِي الجَسَدِ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2564).
الصفحة 2 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد