مع أنَّ قوله
صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ» ([1]). قد
يعمّ مماثلته بطريق اللفظ أو المعنى، وإن لم يعمّ، دلَّ على أنَّ جنس مخالفتهم
وترك مشابهتهم أمـر مشروع، ودلَّ على أنه كلما بعُد الرجـل عن مشابهتهم فيما لم
يُشرع لنا، كان أبعد عن الوقوع في نفس المشابهة المنهي عنها، وهذه مصلحة جليلة.
****
وأما قوله: أنَّ أمته ستفترق
على أكثر من سبعين، ليس المقصود التحديد، فالفرق أكثر من هذا بكثير، ولكنَّ أهل
العلم يقولون: إنَّ هذه الفرق هي أصول الفرق، ثم إنها تشعّبت وتفرّقت إلى فرقٍ
أخرى، فالمقصود أنَّ الأمة إن اعتصمت بكتاب ربها وسنة نبيها لم تتفرق وتختلف.
يعني: أنَّ التشبُّه يختلف، فقد يكون تشبُّهًا كثيرًا، وقد يكون قليلاً، وكلُّه منهيٌّ عنه؛ لأنَّ التشبُّه القليل يجرُّ إلى التشبّه الكثير، هو مخالفة ولو كان قليلاً، فالأصل أن لا يتساهل المسلم في أمر التشبُّه، وسواء كان التشبّه في العبادات، أو في العادات الخاصة بهم، فإنّا منهيّون عن التشبُّه بهم في أيِّ شيءٍ من خصائصهم وبأي وجه من الوجوه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1152).
الصفحة 2 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد