وذلك لأنَّ
المنافقين تشابهت قلوبهم وأعمالهم، وهم مع ذلك ﴿تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعٗا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ﴾ [الحشر: 14]. فليست قلوبهم متوادّة متواليـة، إلاّ ما دام الغرض الذي
يَؤُمُّونه مشتركـًا بينهم، ثم يتخلى بعضهم عن بعض.
****
وقوله: «فوصف الله سبحانه
المنافقين بأنَّ بعضهم من بعض...» يعني: يُشْبِهُ بعضهم بعضًا في الكذب والخبث
والنفاق، وقال في المؤمنين: ﴿بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾ بمعنى: أنهم يحبُّ بعضهم بعضًا، ويعطف بعضهم على بعض، ويتولَّى بعضهم أمور
البعض الآخر، فهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالحمى
والسهر.
يعني: أنك ترى المنافقين
مجتمعين فتظن أنهم متآلفين مجتمعين، وهم في حقيقة الأمر متفرقون؛ لأنَّ الذي جمعهم
إنما هو تشابه قلوبهم في الحقد على الإسلام والمسلمين.
قوله: «فليست قلوبهم متوادّة متوالية، إلاّ ما دام الغرض الـذي يَؤُمُّونه مشتركًا...» يعني: أنَّ قلوبهم ما توادّت ولن تتوادّ، وإنما هم يجتمعون عندما يكون لهم هدف مشترك أو مأرب يسعون لتحقيقه، فإذا حصل فإنهم يتفرَّقون؛ لأنه قد حصل المقصود الذي جمعهم، ثمَّ يعودون إلى التفرّق والتشتت ويتخلى بعضهم عن بعض إذا حصل الغرض الذي اجتمعوا من أجله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد