بخلاف المؤمن،
فإنه يحب المؤمن، وينصره بظهر الغيب، وإن تناءت به الديار، وتباعد الزمـان. ثم وصف
الله سبحانه كلَّ واحـدة من الطائفتين بأعمالهم في أنفسهم وفي غيرهم. وكلمات الله
جوامع.
****
يعني: أنَّ المؤمنين بعضهم
أولياء بعض في المحبة والنصرة، سواء كانوا متعاصرين، أو كان بعضهم متقدِّمًا والآخر
متأخرًا، قال سبحانه وتعالى يصف هذه الميزة التي يتميز بها المؤمنون: ﴿وَ
وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا
وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحشر: 10] وسواء
كانوا متجاورين في المساكن، أم كانت تفصل بينهم الحدود والمسافات الشاسعة، فإنهم
يحب بعضهم بعضًا، وينصر بعضهم بعضًا؛ لأنَّ هذا من مستلزمات الإيمان، قال سبحانه
وتعالى: ﴿إِنَّمَا
ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ﴾ [الحجرات: 10] فالمؤمنون إخوة على اختلاف الزمان
والمكان.
قوله: «ثم وصف سبحانه كلَّ واحدةٍ من الطائفتين بأعمالهم في أنفسهم، وفي غيرهم» يعني: وصف الله كلًّا من الطائفتين - طائفة المنافقين وطائفة المؤمنين - بصفاتهم المميـزة فقال: ﴿ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَقۡبِضُونَ أَيۡدِيَهُمۡۚ نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡۚ﴾ [التوبة: 67] وقال في المؤمنين: ﴿وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ ُ﴾ [التوبة: 71] فهذا وصف الطائفتين في كتاب الله عز وجل.
الصفحة 3 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد