حدثنا يونس،
حدثنا حمادُ بنُ سَلمة، عن حميدٍ ومطرٍ الورَّاق وداود بن أبي هند، أنَّ رسول الله
صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يتنازعون في القدَر... فذكر الحديث ([1]).
****
ويحتمل أن يكون المقصود بالاختلاف اختلاف في التأويل،
يعني: يتفقون على القراءة والحروف، لكن يختلفون في تفسير الآية.
فالله عز وجل أنزل
القرآن منه آيات محكمات، هنَّ أم الكتاب، وأُخر متشابهات، فالراسخون في العلم
يردّون المتشابه إلى المحكم، ويفسّرون بعض القرآن ببعض؛ لأنَّ القرآن يفسِّر بعضه
بعضًا، ويبيّن بعضه بعضًا، ولا يتعارض أبدًا، لكن إزالة هذا التعارض الظاهر يحتاج
إلى رسوخٍ في العلم وفهم ودُرْبة، وأما غير الراسخين في العلم، فإنهم لا يحسنون
ذلك.
فإذا ظهر لنا بين
آيتين أو بين حديثين، أو بين حديثٍ وآية شيئًا من التعارض في الظاهر، فالأصل أن لا
نتسرّع في الحكم، بل الواجب أن نتريّث ونرد كتاب الله بعضه إلى بعض، وأحاديث رسول
الله بعضها إلى بعض، وحينها سنجد أنْ لا تعارض بين الآيات ولا بين الأحاديث، فإنَّ
الخلل إنما جاء من عدم النظر والجمع بين الآيات والأحاديث.
من الاختلاف المذموم ما حدث بين بعض الصحابة، حيث إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج يومًا وهم يتنازعون في القدَر، ويقولون: ما دام الله قدَّر علينا هذه الأشياء، ولا بدَّ من وقوعها، فما الفائدة من العمل؟ وهذا من المعارضة بين القدَر وبين الشرع،
([1]) أخرجه: أحمد رقم (6846).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد