وحينها تردُّ الحقَّ، فإذا ردَّ المرءُ الحقَّ
فإنه يُصاب بعمى البصيرة كما قال تعالى: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفِۡٔدَتَهُمۡ
وَأَبۡصَٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهِۦٓ أَوَّلَ مَرَّةٖ﴾ [الأنعام: 110] فالواجب على من عَرَف الحقَّ وبلغه أن يبادر إلى امتثالِه،
فإن تأخّر وتلكَّأ فإنَّه قد يُطمس على قلبه، وحينها فإنَّه لا يستطيع أن يقبل
الحقَّ بعدَ ذلك عُقوبةً له على عدم تجاوبه معه لأوَّل مرَّةٍ، ولهذا قال جل وعلا
في بني إسرائيل: ﴿فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي
ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ [الصف: 5].
فالواجبُ على المؤمن
إذا بلغه الحق أن يحمد الله ويغتبطَ ويفرحَ به، وإذا تبيَّن له أنه كان على خطأ
تراجعَ عنه ودعا لمن نبّهه، أما صاحب الباطل فإنَّه لا يتحوَّل عن باطله، ويدفع
الحق، فالناسُ في ذلك على ضربين كما وصفهم الله تعالى بقوله: ﴿لِّيَهۡلِكَ
مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ٌ﴾ [الأنفال: 42].
***
الصفحة 2 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد