قال سبحانه عن
الضالِّين: ﴿وَرَهۡبَانِيَّةً
ٱبۡتَدَعُوهَا مَا كَتَبۡنَٰهَا عَلَيۡهِمۡ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ رِضۡوَٰنِ ٱللَّهِ﴾ [الحديد: 27] وقد ابتُلي طوائف من المسلمين من
الرهبانية المبتدعة بما الله به عليم.
****
الله وسنة رسوله، فإذا ما أحلَّوا شيئًا حرَّمه
الله أحلّوه، وإذا حرَّموا شيئًا أحلَّه الله حرَّموه؛ تعصُّبًا لهم دون نظرٍ
لدليل أو حجة، فلا يتركون شيئًا من أقوالهم إلاّ أخذوه دون تردد؛ وذلك لأنهم
يعتقدون فيهم العصمة، وقد شابههم من يأخذ ما يوافق هواه من أقوال العلماء ولو خالف
الدليل ويعتبر ذلك من التسامح ويقول: الخلاف رحمة.
قوله: ﴿وَرَهۡبَانِيَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا﴾ دون أن يشرعها الله لهم، وإنما هم أحدثوها من تلقاء أنفسهم.
وقوله: ﴿إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ رِضۡوَٰنِ ٱللَّهِ﴾ يعني: أنهم قصـدوا بذلك رضوان الله، لم يفعلوها لشيءٍ آخر، فهم إنما فعلوها لأجل إرضاء الله سبحانه وتعالى لكن الله جل جلاله لا يرضى أن يعبد إلاّ بما شرع، فلا يرضى بالبدع والمحدثات، وإن قصد أصحابها الخير وقالوا: هذه زيادة خير، ونحن إنما ابتغينا رضا الله، فهذا لا يقبل، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وقال: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ» ([2]) فالنصارى ابتدعوا الرهبانية، ومع هذا ما استطاعوا أن يواصلوا عملهم؛ لأنهم حمَّلوا أنفسهم وغالوا في العبادة فعجزوا وقصَّروا، فالله جل وعلا شرع لهم الاعتدال والتوسط، لكنهم أرادوا الزيادة والغلوّ، فكانت نتيجة
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).
الصفحة 2 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد