والقراءات كما هو
معلوم بينها اختلافٌ في الأداء، وفي بعض الحروف، لكن المعنى لا يختلف، وكلٌّ
تلقَّى قراءته عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهذه القراءات ليست من ابتكار الناس،
وإنما هي مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «كِلاَكُمَا
مُحْسِنٌ».
لكن لـمّا كان ابن
مسعود رضي الله عنه لا يعلم ما مع الطرف الآخر من القراءة الصحيحة أنكر عليه قبل
أن يتثبّت، فكرِه النبي ذلك، لما يؤدي إليه هذا الاختلاف من الشقاق والتنازع، أما
إذا كان الاختلاف له مسوغ، فإنه لا يؤدي إلى التقاطع والتهاجر والتدابر.
قوله: «وَلاَ تَخْتَلِفُوا، فَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فَهَلَكُوا...» هذا نهيٌ من الرسول صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف، والمراد به: الاختلاف الذي ليس له وجه، وأما الاختلاف الذي له وجه ومستند، فهذا سيأتي بيانه إن شاء الله؛ لأنَّ الاختلاف على قسمين: اختلاف تنوّع واختلاف تضادّ، فهذا الذي وقع من ابن مسعود رضي الله عنه إنما هو من اختلاف التنوع، وليس من اختلاف التضادّ.
الصفحة 2 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد