×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

 في النار إلاّ واحدة، وهي التي بيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ اليَوْمَ وَأَصْحَابِي» فدلَّ على أنه لا نجـاة من النار إلاّ بالاعتصام بالكتاب والسُّنة، ولهذا سمُّوا بالفرقة الناجية، أي: ناجية من النار؛ لأنَّ الله وصف الفرق كلها أنها في النار إلاّ هذه الفرقة، وهؤلاء هم أهل السُّنة والجماعة وهم أهل الحق في كل زمان ومكان.

فهذه الأمة مثل الأمم السابقة، من بقي منها على الحق فإنه ينجو، ومن خالف الحق فإنه يهلك، فقوله: «كُلُّهَا فِي النَّارِ، إِلاَّ وَاحِدَةً» كلها في النار إمّا لضلالها وإمّا لفسقها وإمّا لكفرها، فكونهم في النار لا يدل على كفر الجميع، فمنهم من يكون في النار؛ لأنه كافرٌ مخلَّد فيها، ومنهم من يكون في النار؛ لأنَّه مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، ومنهم من يكون في النار؛ لأنه عاصٍ معصيةٍ دون الكبيرة، فكلهم في النار لكن كل بحسب جرمه وذنبه.

والخلاصة: أنَّ الفُرْقة عذاب ودمار، وهذا المعنى يوضِّحه قول ابن مسعود رضي الله عنه: «يا بن أخي، الفرقة شر». ولهذا أيضًا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم خبرًا معناه التحذير، ثم انظر إلى هذه الفرق التي تنتسب إلى الإسلام، فإنَّ هناك فرقًا كثيرة كما ذكر في كتب الفرق والنحل.

***


الشرح