لئلا يصيبه ما
أصابهم، وأن لا يؤدي الصلاة في أرضهم التي كانوا يسكنونها؛ لأنها بلادٌ حلّ بها
العذاب واللعنة، أي: معلونٌ أهلُها، واللعنة تؤثر حتى في الجمادات، ففيه دليل على
أنَّ على المسلم أن يتجنب مواطن الجاهلية، وكذا الصلاة عند القبور؛ لأنّ في ذلك
وسيلة إلى الشرك، وإن كان المصلي يقصد بذلك وجه الله عز وجل فالنهي واضح لا لبْس
فيه.
وقد ذكر النبي صلى
الله عليه وسلم أرض بابل أنها ملعونة، وبابل: مدينة تقع في شمال العراق، وكانت
مسكنًا للنمرود والكنعانيين الذين بُعث إليهم الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام،
وقد ذكر الله قصته في القرآن.
وهذا فيه دليلٌ على
أنَّ الواجب على المسلم تجنّب مواطن الكفار مهما أمكن، ولا سيّما المواطن التي نزل
فيها العذاب - والعياذ بالله - فإذا كان الواجب على المسلم تجنب مواطنهم لأنها
مواطن عذاب، فكيف بالذي يتشبّه بهم في أفعالهم وأقوالهم ولباسهم، وعاداتهم
وتقاليدهم، لا شك أنَّ ذلك أعظم.
وقوله: «وكره الإمام
أحمد الصلاة في هذه الأمكنة...» مقتديًا بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي
الله عنه الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم تجنّب هذه المواطن.
وقوله: «نَهَانِي أَنْ
أُصَلِّيَ فِي أَرْضِ بَابِلَ فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ...» هذا تعليلٌ عام
ينسحب على كل أرضٍ أو بقعة نزلت فيها اللعنة، فإنها تجتنب ولا يُصلّى فيها.
***
الصفحة 2 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد