×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

ففعله يدل على جواز المصارعة، لكن يَحرُمُ أن يأخذ الفائز عِوضًا أو جوائز؛ لأنَّ هذا من أكل المال بالباطل، وهو من الـمَيْسر، فالمصارعة التي لا يؤخذ عليها عوض لا بأس بها.

الفائدة الثانية: أنه يُشرع للمسلمين مخالفة المشركين في هيئات اللباس، فلا نلبس اللباس المختص بهم، ومن ذلك: العمائم وهي من الملابس المباحة، ولكن لا تُلبس وحدها، بل يكون تحتها قلانس؛ لأنَّ غير المسلمين يلبسونها بدون أن يكون تحتها شيء، فمن أجل مخالفتهم في الصفة شُرع أن تُلْبس العمائم فوق القلانس، والقلانِس: جمع قَلَنْسُوة، وهي شيء يُلْبَس على الرأس، وهي كالتي تسمى اليوم «طاقية».

قوله: «وقال: غريب، وليس إسناده بالقائم...» يعني: أنَّ الحديث ضعيف لكن يُستدل به في أحوال، منها: إذا اعتضد بأدلة صحيحة، وقد اعتضد هذا الحديث بالقاعدة الشرعية التي تقول بتحريم التشبُّه بغير المسلمين.

وهو معنى قوله: «وهذا بيّن في أنَّ مفارقة المسلم المشرك في اللباس أمر مطلوب للشارع» أي: أنه يستشهد لهذا الحديث الضعيف بأنَّ مفارقة المسلم المشركَ أمر مطلوب، ومخالفته في هيئة اللباس الخاصة به هو الأصل.

***


الشرح