×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

قالوا: لأنه يوم أعزَّ الله فيه موسى وقومـه، وأذلَّ فيه فرعون وقومه، فصامه موسى فنحن نصومه، فقال صلى الله عليه وسلم: «نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ» ([1])، لأن الأنبياء طريقتُهم واحدة، قال تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۖ فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقۡتَدِهۡۗ [الأنعام: 90].

إذًا هذا الصوم مشروع، وصيامه سنة الأنبياء، ولكن نحن نخالفهم في صورة الصوم، فنصوم يومًا قبله، أو يومًا بعده، أو يومًا قبله ويومًا بعده، فالمقصود مخالفتهم في صورة العمل، وهذا الحديث دليل على أنَّ مخالفتهم مقصودة للشارع حتى في العبادات المشروعة، بأن تؤدَّى على صفة مخالفة لهم.

وقوله: «أمر بمخالفتهم بضمِّ يومٍ آخر إليه...» مفاد هذا الحديث: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين المصلحتين: بين أداء العبادة ومخالفة اليهود، فلا يقال لا نصوم عاشوراء؛ لأنَّ صيام هذا اليوم يفعله اليهود، بل نصومه ونخالفهم في صفة الأداء.

وقوله: «صُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ، وَخَالِفُوا...» ([2]). يعني: أنَّ المقصود المخالفة، وقد يحدث عند بعض طلاب العلم إشكال في أن رواية: «يوم بعده» فيها مقال، وأن الرواية الصحيحة صيام يوم قبله، فهم يتوقّفون في صوم يوم بعده.


الشرح

([1])      أخرجه: البخاري رقم (2004)، وابن ماجه رقم (1734).  

([2])      أخرجه: البيهقي رقم (8404).