قبلنا، وأنهم غيّروا
هذا الأمر، فلا نغيِّر مثلهم، ونقول: على الحساب ونلغي العمل بالرؤية.
وقوله: «فإنهم زادوا في
صومهم وجعلوه فيما بين الشتاء...» أي: أنَّ العمل بالرؤية يحفظ الأمَّة من أن
تتلاعب بدينها، فإن أهل الكتاب تلاعبوا ونقلوا الصيام من وقت الحر إلى وقت
الإبراد، ثم لـمّا أدركوا أنهم أخطأوا زادوا في الصيام من أجل أن يُجبر الخطأ الذي
حصل منهم، وهذا بالطبع لا يُعْفيهم أمام الله سبحانه وتعالى من إثم التغيير
والتبديل، ولذلك هذه الأمة - ولله الحمد - في مَنْأى من هذا التلاعب، لأنها تعمل بالرؤية
في عباداتها، والرؤية واضحة ويراها كل أحد يقدر عليها، أما الحساب فلا يُدْركه
إلاّ الخواص من الناس، والرؤية يراها الحضري والبدوي والعاميُّ والمتعلم، فالدين
يسر ولله الحمد. ثمَّ إنَّ المختصِّين من أهل الحساب لا يتوفّر وجودهم في كل زمان
ومكان، بخلاف الرؤية.
ثم إنَّ الله لم
يكلِّفنا فوق طاقتنا، فلو أخطأنا في الرؤية وتأخرنا في الصوم فإننا نقضي بدل ذلك،
ولو أخطأ الناس في الحج، ووقفوا في غير يوم عرفة، فحجُّهم صحيح؛ لأنهم بَنَوْا على
ما يستطيعون وما يطيقون، فالدين - ولله الحمد - يُسر.
وأما قول من يدْعُون
إلى العمل بالحساب ويقولون: يجب اتحاد المسلمين على الصوم، نقول: لماذا لم
يتَّحدوا على العقيدة وهي أهم؟ لماذا لم يتجنَّبوا البدع والمحدثات التي لا يُعذر
من عمل بها.
***
الصفحة 2 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد