ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ
تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا» أي: بترك صلاة النافلة فيها، فإنَّ من السنة
صلاةُ النافلة فيها.
وأما مثال الأعياد
المكانية المشروعة: كالاجتماع حول البيت العتيق للصلاة والاعتكاف وتلاوة
القرآن فيه، وللطَّواف حوله، أو الاجتماع في منىً أيام التشريق، وفي عرفة يوم
الوقوف، وفي مزدلفة ليلة العاشر، فهذه كلّها أعياد مكانية يجتمع المسلمون فيها
لعبادة الله عز وجل.
وأما الأعياد
الزمانيّة المشروعة: فمثل عيد الفطر وعيد الأضحى، وكلٌّ منهما يأتي بعد
أداء ركنٍ من أركان الإسلام، فعيد الفطر يأتي بعد أداء ركن الصيام، وعيد الأضحى
بعد الوقوف بعرفة، وهو ركن من أركان الحج، بل هو الركن الأعظم، فهذان العيدان
والاحتفال بهما، وكذلك صلاة العيدين، وذَبح القربان في عيـد الأضحى، هـذا كلُّه
مـن الأعياد الزمانية التي تتكرّر على المسلمين.
فليس للمسلمين غير هذين العيدين، وعليه فإن إحداثَ أعيادٍ غيرهما إنّما هو من الابتداع في الدين، كعيد المولد، أو المناسبات المختلفة، وبالتالي فهي مِن أعياد الجاهلية التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولذلك لـمّا قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ووجدهم يَحتفلونَ بِيومينِ من السنة: يوم النيروز، ويوم المهرجان، قـال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الأَْضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ» «[1]) فدَلَّ على أنهما عيدا الإسلام وأنه ليس للمسلمين أعيادٌ سواهما.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1134)، والنسائي رقم (1556)، وأحمد رقم (12006).
الصفحة 32 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد