×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

العيدُ الزماني: كعيد المولد وأعياد الملوك وغير ذلك من أيّامهم التي يحتفلون فيها ويتكرَّر منهم فيها هذا الاحتفال.

والعيد المكاني: وهو المكان الذي يَجتمع فيه الناسُ في وقتٍ معيّن لنوعٍ من التنسُّك والعبادة، أو طلب البركة، وهو ينقسم إلى قسمين: عيد مكاني شرعي، وعيد مكاني بِدعي.

والعيد المكاني البِدَعي: هو الاجتماع في مكانٍ لم يَشرَع الله الاجتماع فيه لأجل التقرّب إليه، فهو بدعة، ولذلك لـمّا جاءَ الرجلُ يسألُ النبي صلى الله عليه وسلم وقد أراد أن ينحر إبلاً بموضع يقال له: بُوانة، لِنذر نذرَهُ. قال له صلى الله عليه وسلم: «هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟» قَالَ: لاَ، قَالَ: «هَلْ كَانَ فِيهِ عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟»، - يعني: هل كان في عادتهم أن يَجتمعوا في هذا المكانِ تعبّدًا لله؟ - قَالَ: لاَ، قَالَ: «فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ، فَإِنَّهُ لاَ وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلاَ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ» «[1]).

وممّا يدلُّ على بِدْعيَّة ذلك الاجتماع: قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا» يعني: مكانًا للاجتماع والتَّردّدِ على قبره صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ هذا وسيلة من وسائل الشرك، ولهذا لم يكن الصحابة يتردّدون على قَبر النبي صلى الله عليه وسلم كلّما دخلوا المسجد، وإنما كانوا إذا قَدِم أحدُهم من سفر أتى وسلّم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحِبيه، ثم ينصرف خَشْيةً من نَهي الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا» ([2])،


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3313)، والطبراني في الكبير رقم (1341).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (2042)، وأحمد رقم (8804).