×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

ومن أقوالِه أيضًا: ما يفعل به أعدائي، أنا جنتي في صدري.

فكان رحمه الله وهو في السجن مشغولاً بأمور العلم، فقد كان يكتب ويؤلّف ويُفتي، إلى حـدِّ أنهم لما رأوا أنه لا يكفُّ عن نشر العلم وهو في السجن أخرجوا ما عنده من القراطيس والأقلام.

ومن تلك الفِرَق الذين انبرى لهم الشيخ: الصوفيـة الخُرافيِّـين، فقد ردَّ عليهم، وكشف شطحاتهم، وأغلاطهم، ووضَّح لهم الطريق الصحيح.

ومن هؤلاء أيضًا أهل الكلام والمنطق، فردَّ عليهم وبيَّن خطأ منهجهم في الاستدلال، وألَّف في ذلك كتبًا ضخمة مثل: «درء تعارض العقل والنقل» و«بيان تلبيس الجهمية» في ردّه على الرازي، وهي كتب مطبوعة ومتداولة.

وردَّ كذلك على النصارى الذين يُكيلون الشُّبَه للمسلمين، فألَّف كتابًا سمَّاه «الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح» ردَّ فيه عليهم وأفحمهم.

وردَّ كذلك على الشيعة والمعتزلة في كتابه المشهور «منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية».

وأمّا ما يتعلَّق بالجانب الفقهي في حياته رحمه الله فإنه جدَّد في كثير من المسائل في هذا الجانب كما ذكرنا سابقًا، فكان يُفتي بموجب الدليل، وما عليه أصول الأئمة والسلف، ويحرِّر المسائل، فصارت فتاواه بالمئات، بل بالألوف، وكان من عادته أن لا يجمع الفتاوى، وإنما كان إذا سُئل أرسلَ الرسائل والفتاوى إلى السائلين، فكان السائلون يحتفظون بهذه الأجوبة ويحرصون عليها، ثمَّ جُمعَت هذه الفتاوى، فبلغ الموجود


الشرح