منها خمسةً وثلاثين
مجلَّدًا، وأُطلق عليها «مجموع الفتاوى». أضف إلى ذلك مجلّدين للفهارس، فيصير
مجموعها سبعة وثلاثين مجلّدًا، وهي لا تزال تلقى الرِّضا والقبول من عامّة المسلمين
في شتّى البلاد، ولهذا يُبادَر إلى طبعها ونشرها مرارًا وتكرارًا.
ولقد تعرَّض الشيخ
رحمه الله لكل هذه الفرق، ونازلها وانتصر عليها، وبقيت كتبه مناراتٍ يهتدي بها
المسلمون ويسارع إليها طلبة العلم والعلماء تعلُّمًا وتعليمًا.
وأمّا الذين عارضوه
فلقد أطفأ الله ذكرهم، وقطع دابرهم، وأما هو رحمه الله فقد أعلى الله جل وعلا
ذكره، فانتشر علمه، وأقبل طلاب العلم والعلماء على كتبه، ينهلون من علمه كأنه حاضر
بينهم.
ولقد ألَّف الشيخ في
فنونٍ مختلفة، ولم يكن غرضه من ذلك مجرَّد التأليف فقط، وإنما كان غرضه سدَّ حاجة
الناس من العلوم التي تهمهم لصلاح دينهم ودنياهم، ولذلك لما سُئل عن عدم تصنيفه
تفسيرًا مستقلاً في القرآن؟ لا سيّما وقد كان متبحرًا فيه، قال: التفاسير كثيرة
وموجودة، لكن نكتب بحسب الحاجة.
فالدافع له للكتابة
إنما هي مصلحَةُ الناس وحاجتهم لمعرفة أمور دينهم، وليس مجرَّد حُبُّ الظهور وشغف الكتابة
والتأليف.
ومن مزايا الشيخ ومحاسنه إلى جانب علمه: أنه باشر الجهاد بنفسه لـمّا غزا التتار بلاد المسلمين، فكان يقود الجيوش بنفسه، ويحمل السيف، ويقاتل ويشجع الناس وولاة الأمور، فيحصل النصر بإذن الله بتشجيعه وتثبيته لأفئدة الجند وتبشيرهم بالنصر، فكان له رحمه الله جهود عظيمة في القتال في سبيل الله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد