×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

قوله: «﴿وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَ» وفي قراءة: «وعُبُدَ الطاغوت» أي: الذي يَعبدونَ الأصنام، كما عَبَدَ بنو إسرائيل العجل من دون الله عز وجل لـمّا صَنعَه لهم السامريُّ من الذَّهب على صُورةِ عِجْل، وقالوا: ﴿هَٰذَآ إِلَٰهُكُمۡ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ [طه: 88]، أي: نسي موسى فذهبَ يبحث عن ربّه وهو عندكم، ويقصدون بذلك العجل، حيث عَبَدوه من دون الله عز وجل، فحقُّ هؤلاء أن يُذمّوا ويُسخرَ منهم.

فالحاصل: أنَّ أعداءَ الله يعيبون على أهل الحق، لكن بفهم مقلوب وأمزجة فاسدة، كونهم يعيبون عليهم بما هو مدحٌ عند أصحاب الفطر السليمة، كما قال الله تعالى: ﴿هَلۡ تَنقِمُونَ مِنَّآ إِلَّآ أَنۡ ءَامَنَّا ا [المائدة: 59]، فانظر بماذا عابوا على أهل الحق! عابوا عليهم أنهم آمنوا بالله الواحد الأحد!

***


الشرح