قوله: «﴿وَعَبَدَ
ٱلطَّٰغُوتَ﴾» وفي قراءة: «وعُبُدَ الطاغوت» أي: الذي يَعبدونَ
الأصنام، كما عَبَدَ بنو إسرائيل العجل من دون الله عز وجل لـمّا صَنعَه لهم
السامريُّ من الذَّهب على صُورةِ عِجْل، وقالوا: ﴿هَٰذَآ إِلَٰهُكُمۡ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ
فَنَسِيَ﴾ [طه: 88]، أي: نسي موسى
فذهبَ يبحث عن ربّه وهو عندكم، ويقصدون بذلك العجل، حيث عَبَدوه من دون الله عز
وجل، فحقُّ هؤلاء أن يُذمّوا ويُسخرَ منهم.
فالحاصل: أنَّ أعداءَ الله
يعيبون على أهل الحق، لكن بفهم مقلوب وأمزجة فاسدة، كونهم يعيبون عليهم بما هو
مدحٌ عند أصحاب الفطر السليمة، كما قال الله تعالى: ﴿هَلۡ تَنقِمُونَ مِنَّآ إِلَّآ أَنۡ ءَامَنَّا ا﴾ [المائدة: 59]،
فانظر بماذا عابوا على أهل الحق! عابوا عليهم أنهم آمنوا بالله الواحد الأحد!
***
الصفحة 5 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد