وهم لـمّا تعرضوا
لغضبِ الله ولعنَتِه ضربَهم الله بالذّلة والمسكنة، فقال سبحانه: ﴿ضُرِبَتۡ
عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيۡنَ مَا ثُقِفُوٓاْ إِلَّا بِحَبۡلٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبۡلٖ مِّنَ ٱلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 112].
فاليهود لا يظهرون إلاّ بأمرين: إما بإظهار الله لهم لأجـل الابتـلاء والامتحـان،
وإما بنصرٍ من الناس يؤيدونهم ويدعمونهم، والواقع هو الحاصل الآن، فإنَّ اليهود ما
ظَهروا إلاّ على أكتاف النصارى الذين يسمّون أنفسهم بالمسيحيّين، وهذا مصداقُ قوله
تعالى: ﴿ضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيۡنَ مَا ثُقِفُوٓاْ إِلَّا بِحَبۡلٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبۡلٖ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ﴾ [آل عمران: 112]
لكن ظهورهم لا يَستمر، بل يضمحلّ، وقد سلَّط الله عليهم على مدى التاريخ الجبابرة؛
ومصداق ذلك قول الله عز وجل: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبۡعَثَنَّ
عَلَيۡهِمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَن يَسُومُهُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِۗ﴾ [الأعراف: 167].
فقد بَعَثَ الله
عليهم بختنصّر المجوسي كما قصّه الله علينا في أول سورة الإسراء، فدَمَّرهم
تدميرًا وخرَّب بلادهم، ثم ظهر عليهم فرعون في مصر، فسامهم سوء العذاب، وفي ذلك
قوله تعالى: ﴿يُقَتِّلُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ﴾ [الأعراف: 141]، ثم
إنهم بقوا في العذاب المهين تحت سلطة فرعون حتى بُعث موسى عليه السلام، فأنقذهم
الله به، ولكنّ اليهود عادوا لما نهوا عنه، وحرّفوا وبدّلوا،
فعادت عليهم اللعنة والغضب، ثمَّ إنَّ الله سلَّط عليهم أخيرًا الألمان بقيادة هتلر، الذي صنع بهم ما لن ينسوه في حياتهم، وسَيُنزل الله بهم بأسه في آخر الزمان على يد المسلمين، كما أخبر بذلك نبيَّنا محمد صلى الله عليه وسلم
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد