قوله تعالى: ﴿وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ ِ﴾ [آل عمران: 112] وهذا بيان أنَّ اليهود مغضوب عليهم.
****
بقوله: «لاَ تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ
حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ
الْحَجَرُ وَالشَّجَرُ: يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ
فَاقْتُلْهُ، إِلاَّ الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ» ([1])
قوله: «قوله تعالى: ﴿وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ ﴾ » يعني: رَجَعوا بغضبٍ من الله، وكل هذه الآيات تتحدّث عن غضب الله على اليهود، لماذا؟ لأنَّهم عصوْا الله على بصيرة وعِلْم، ولقد وصف سبحانه حالهم هذا بقوله: ﴿وَلَمَّا جَآءَهُمۡ كِتَٰبٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمۡ وَكَانُواْ مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ [البقرة: 89] كانوا في الجاهلية يقولون للأوس والخزرج: إنه سيُبعث نبي في آخر الزمان نَقتُلكم معه قَتْلَ عادٍ وإرمَ، فلما بُعِث محمد صلى الله عليه وسلم كفروا به، فقال سبحانه يصف فعلهم الشنيع: ﴿وَكَانُواْ مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 89]، وقال تعالى: ﴿فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٖۚ﴾ رجعوا بغَضَبيْنِ والعياذ بالله، لماذا؟ لأنهم بدَّلوا وغيَّروا وعصوْا رسول الله صلى الله عليه وسلم فغضب الله عليهم، وقد تكرر الغضب عليهم في آيات كثيرة من كتاب الله، وهو يؤيد أنهم هم المغضوب عليهم المذكورون في سورة الفاتحة، ويدخل معهم كل من لا يَعملُ بعلمه.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2922).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد