وقال الله
تعالى في النصارى: ﴿لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ﴾ إلى قوله: ﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ
فِي دِينِكُمۡ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوٓاْ أَهۡوَآءَ قَوۡمٖ قَدۡ ضَلُّواْ مِن قَبۡلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرٗا وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ ِ﴾ [المائدة: 73- 77]، وهذا خطاب للنَّصارى كما دلَّ عليه
السياق.
****
أما النصارى: فقد صرَّح كتاب
الله بضلالهم، والضالُّ: هو الذي يعمل بغير علم ويتبع هواه، يعمل بالبدع والمحدثات
التي لم يشرعها الله سبحانه وتعالى، فهم عبدوا الله على جهل، واليهود علِموا
ولكنهم عطَّلوا الأحكام وحادوا عن الصراط، كما قال سبحانه وتعالى يصفهم: ﴿قُلۡ
يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَلَا
تَتَّبِعُوٓاْ أَهۡوَآءَ قَوۡمٖ قَدۡ ضَلُّواْ مِن قَبۡلُ وَأَضَلُّواْ
كَثِيرٗا وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ﴾ المعنى: لا تتجاوزوا الحقَّ في اتباع الحق ولا تُطْرُوا مَن أُمِرْتُم
بتعظيمه فتبالغوا فيه حتى تخرجوه من حيّز النبوة إلى مقام الإلهية، كما صنعتم في
المسيح وهو نبي فجعلتموه إلهًا دون الله، والسبب اقتداؤكم بشيوخكم الذين قد ضلوا من
قبلكم، وخرجوا عن طريق الاستقامة والاعتدال إلى طريق الغواية والضلال.
قال سبحانه في بيان
ذلك: ﴿وَقَالَتِ
ٱلۡيَهُودُ عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَى ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ
ٱللَّهِۖ ذَٰلِكَ قَوۡلُهُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡۖ يُضَٰهُِٔونَ قَوۡلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ
مِن قَبۡلُۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ ٣٠ ٱتَّخَذُوٓاْ
أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ
مَرۡيَمَ وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَٰنَهُۥ
عَمَّا يُشۡرِكُونَ
٣﴾ [التوبة: 30 - 31].
الصفحة 3 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد