الاتباع لهم أنَّ
المسلمين لما رأوا النصارى يعرّون نساءهم، ويخرجونهنَّ إلى الأعمال الشاقة،
ومخالطة الرجال، وُجد في هذه الأمة من يفعل ذلك ويدعو إلى ذلك ويرغّب فيه ويحبّذه،
بل ينفّذه في نسائه وبناته تقليدًا لليهود والنصارى، ظنًّا منه أنَّ اليهود
والنصارى ما وصلوا إلى هذه المنزلة في الصناعة والتقدم الصناعي إلاّ بسبب تعرية
نسائهم، وفساد أخلاقهم، وتجد التقليد لهم في كل الأمور التافهة، كحلق اللِّحى،
وتوفير الشوارب، وفي اللباس بتتبُّع الموضات، وإن كانت مخالفة لقواعد اللباس في
الشرع.
يظن بعض السُّذج
أنَّ اليهود والنصارى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من التقدم الصناعي بهذه الأمور التي
يقلِّدونهم فيهـا، في حين إنهم إنما وصلوا إلى هذا بالجدّ والاجتهاد في طلبها
وتعلّمها.
فالحاصل: أنَّ الله ورسوله
حذّرا من اتِّباع اليهود والنصارى، إلاّ أنه قضى سبحانه أن يكون في هذه الأمة من
يخالف ذلك ويتّبعهم، وانظروا وصف النبي الدقيق لهذا التقليد بقوله: «حَذْوَ
الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ» عافانا الله من سننهم.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد