فأخبر أنه
سيكون في أمته مُضاهاة لليهود والنَّصارى، وهم أهل الكتاب، ومضاهاة لفارس والروم،
وهم الأعاجم.
وقد كان صلى
الله عليه وسلم ينهى عن التّشبه بهؤلاء وهؤلاء، وليس هذا إخبارًا عن جميع الأمة.
****
قوله: «مضاهاة
لليهود...» يعني: أنَّ التشبه بالأمم الماضية لا تقتصر على التّشبه باليهود والنصارى فحسب
مع أنهم أهل كتاب، بل وللأعاجم كذلك الذين لا كتاب لهم، إعجابًا بما عليه الأجانب
من النقص، وزهدًا بما نحن عليه من الحق والكمال.
المقصود: أنَّ النبيّ صلى
الله عليه وسلم كان ينهى عن التّشبه بأهل الكتاب وبالأعاجم؛ لما في التّشبه بهم من
النقص، ولأنَّ التّشبه بهم في الظاهر يورث التّشبيه بهم في الباطن، ولهذا سيأتي في
قول الشيخ: أنَّ حديث «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» «[1]) يقتضي بظاهره تحريم التَّشبه، وإن كان يقتضي في لفظه كفر المتشبِّه، لقوله
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»، ومعنى «مِنْهُمْ»
أي: أنه كفر بفعله، وهذا فيه تفصيل كما يأتي: فالتّشبه قد يكون مكروهًا، وقد يكون
محرَّمًا، وقد يكون كفرًا:
فإذا تشبّهنا بهم في
دعاء الأموات والغلوّ في الصالحين، وبناء المشاهد على القبور، فهذا كفر.
وقد يكون معصية
وكبيرة من كبائر الذنوب، أو قد يكون محرَّمًا، وهذا على حسب الفعل ونتاجه.
***
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114).
الصفحة 4 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد