بل قد تواتر
عنه أنه قال:: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرَةً عَلَى الْحَقِّ
حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» ([1]).
وأخبر صلى الله عليه وسلم أنَّ اللهَ لا يَجمَعُ هذه الأمَّةَ على ضَلالةٍ ([2]) و«لاَ
يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي
طَاعَتِهِ» ([3]).
****
وقوله: «وليس هذا
إخبارًا عن جميع الأمة» بل إنما يفعل هذا بعض هذه الأمة أو كثير منها، ولا
تزال طائفة منهم على الحق لا تتشبه باليهود والنصارى والأعاجم كما قال صلى الله
عليه وسلم:: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ»
([4]).
يعني: لا تفهم أيها السَّامع قوله صلى الله عليه وسلم: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ» ([5]) وقوله صلى الله عليه وسلم: «تَأْخُذَ أُمَّتِي مَأْخَذَ الأُْمَمِ قَبْلَهَا» «[6])أنَّ الأمة كلها ستعمل هذا العمل، وتقلّد اليهود والنصارى، لا، إنما هم بعض هذه الأمة، أو كثير منهم، ولكن لا تزال بقية باقية على الحق، لا تتحوّل عنه، ولا تتشبه باليهود ولا النصارى ولا الأعاجم، وهؤلاء هم الذين أخبر عنهم صلى الله عليه وسلم بقوله: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ([7]). وأنَّ الأمة لا تجمع على ضلالة وأنَّ الله يغرس لهذا الدين غرسًا يثبتون عليه.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (195).
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد