قال الله تعالى
في صفة المغضوب عليهم: ﴿مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ
ٱلۡكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ ِ﴾
[النساء: 46] ووصفهم بأنَّهم ﴿يَلۡوُۥنَ أَلۡسِنَتَهُم بِٱلۡكِتَٰبِ
لِتَحۡسَبُوهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ ِ﴾ [آل عمران: 78] والتحريف قد فُسِّر بتحريف التنزيل،
وبتحريف التأويل.
فأمّا تحريف
التأويل فكثير جدًّا، وقد ابتُلِيَت به طوائف من هذه الأمة.
****
من صفات المغضوب
عليهم وهم اليهود ومَن اتَّصف بصفتهم وسار على نهجهم: تحريف الكلم عن مواضعه، أي:
يتأوَّلونه على غير تأويله، يفسرونه بغير مراده، والتحريف على قسمين:
تحريف اللَّفظ: بأن يُزاد فيه أو
يُنقص منه، كقولهم لـمّا قال لهم الله جل وعلا: ﴿وَقُولُواْ حِطَّةٞ﴾ [البقرة: 58]
قالوا: حنطة، ومعنى ﴿حِطَّةٌٞ﴾ أي: اغفر لنا
ذنوبنا، وحُطَّ عنا خطايانا، والله أمرهم بالاستغفار، فهم غيَّروا وحرَّفوا كلام
الله وحملوه على غير مراده، وقالوا: حبةٌ في حنطة، يريدون الأكل بدل الاستغفار،
فزادوا النون في كلام الله عز وجل وهذا هو تحريف اللفظ.
وأما تحريف المعنى: فهو أن يبقوا
اللفظ على ما هو عليه، لكن يفسّرونه بغير تفسيره، وقد قلّدتهم الجهميّـة في
تحريفها لآيات الأسماء والصفات، فهم يؤوِّلونها ويفسِّرونها بغير معناها الصحيح،
فلهم شبه باليهود.
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد