×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

وأما تطاول بعضهم إلى السُنَّة بما يُظَن أنه من عند الله، كوضْع الوضَّاعين الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو إقامة ما يُظَن أنه حُجَّة في الدِّين. وليس بحُجَّة.

وهذا الضَّرب من نوع أخلاق اليهود، وذمُّها في النصوص كثيرٌ لمن تدبر في كتاب الله وسنة رسوله، ثم نظر بنور الإيمان إلى ما وقع في الأمة من الأحداث.

****

وقد يحرِّفون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيروونها برواياتٍ منكرة، ليست من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يروونها لتوافق أهواءهم ومذاهبهم، وهذا كثيرٌ في كتبهم، وقد حملهم على هذا الفعل التعصّب لمذاهبهم، وأقوال شيوخهم حتى حمل هذا التَّعصُّب أحدهم أن يطلب من أحد القراء السبعة أن يقرأ قوله تعالى:﴿وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيم بفتح لفظ الجلالة، فيكون موسى هو المكلِّم، ويكون الله جل وعلا هو المكلَّم، فقال له ذلك الإمام: هبْني قرأت هذه الآية: «وكلّم اللهَ موسى تكليمًا»، فماذا تقول في قوله: ﴿وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَٰتِنَا وَكَلَّمَهُۥ رَبُّهُۥ [الأعراف: 143] فحينئذٍ انخصم الفاجر وانقطع.

الوضَّاعون: هم الذين يكذبون الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتوافق مذاهبهم المخالفة للكتاب والسُّنَّة، كما يُذكر أنَّ واحدًا منهم قال في حق الإمام الشافعي: حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يخرج في أمتي رجل يقال له: محمد بن إدريس، يكون أضرَّ عليها من إبليس.

يعني أنَّ المتأمِّل والمتدبِّر للقرآن، ولا سيّما في ذكر أخلاق اليهود التي ذمَّها الله وقرَّعهم عليها لأمرين:


الشرح