ويمارسون فيها الشرك، ويخشعون فيها ويبكون، في
حين لا يفعلون ذلك في المساجد المبنيّـة على السُّنة، وهذا من تمام الابتلاء
عافانا الله ونجّانا من الانحراف عن صراطه المستقيم.
وقوله: «ثم إنَّ هذا قد
ابتُلي به كثيرٌ من هذه الأُمة» أي: هذا واقع، فإنك لو ذهبت إلى أي بلد في غير
المملكة - حماها الله وحفظها - فإنك سوف تجد غالب مساجدهم قبورًا وأضرحة، قد دفن
فيها معظّمٌ عندهم أو رئيس أو عالم أو صالح، وهذا كلُّه تقليد لليهود والنصارى، مع
أنه منهيٌّ عن الصلاة في هذه المساجد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُصَلُّوا
إِلَى الْقُبُورِ» ([1])، وقوله: «لاَ
تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ» ([2])، أي: مصلّيات،
فإنَّ المراد بالمسجد: ما يُصلى فيه، ولو لم يُبْن، فلا يُصلى عند القبر، ومن
صلَّى عند القبر، فقد اتخذه مسجدًا.
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (972).
الصفحة 3 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد