ثمّ إنك تجد
أنَّ هذه الأمة قد ابتُلِيَت من اتخاذ السماع المطرب بسماع القصائـد بالصور
والأصوات الجميلة لإصلاح القلوب والأحوال ما فيـه مضاهاة لبعض حـال الضَّالّين.
****
يعني: أنَّ هذه الأمة قد شابهت النصارى، حيث اتخذت سماع الأناشيد والابتهالات الجماعية، والتنغيمات، والطبول، وسيلة للقربى إلى الله، مع أنَّ ما يفعلون لهو ولعب، قال الله تعالى: ﴿ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمۡ لَهۡوٗا وَلَعِبٗا﴾ [الأعراف: 51]، أي: جعلوا اللهو واللعب دينًا يتعبّدون الله به، والنبي صلى الله عليه وسلم جاء بتحريم الملاهي، والمزامير، والدفوف، إلاّ ما رخَّص به الشارع من ضرب الدف في مناسبة الزواج للنساء خاصة، حيث قال: «وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالدُّف» ([1]) فالأصل التحريم في آلات اللهو جميعها، سواء المعازف أو المزامير؛ لأنها تصدُّ عن ذكر الله، وأصحاب اللهو يقولون: إنها تُحيي القلب، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إنها تزرع النفاق في القلب، وتهيّج الشهوة والشر، وهم يقولون: إنها تزرع محبة الله والإيمان وتقربنا من الله عز وجل، فبذلك شابهوا النصارى، ففارقوا أصحاب الصراط السَّوِيِّ، واتبعوا طريق أصحاب الجحيم من اليهود والنصارى. وقد شابههم من يتخذ الأناشيد أسلوبًا من أساليب الدعوة إلى الله وشعارًا للحزبيات.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1089)، وابن ماجه رقم (1895).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد