من أعمالٍ وأقوالٍ
وتقريرات، فالنبي صلى الله عليه وسلم أوتي القرآن ومثله معه، وهي السنة النبوية،
فهي الوحي الثاني بعد القرآن، قال الله عز وجل في حقّه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَمَا
يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ
٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤﴾ [النجم: 3- 4]،
وقال تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ
فَٱنتَهُواْۚ ا﴾ [الحشر: 7].
قوله: «فأمر
بمخالفتهم..» أي: أنَّ من الحكمة التي جـاء بها النبي أنه نهى عن التشبُّه
بالكفـار في هديهم الظاهر، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ
فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1]) وقال: «لاَ
تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ وَلاَ بِالنَّصَارَى» «[2]) وهذا لا شكَّ أنَّ له حكمة عظيمة، فإنَّ مخالفتهم في الظاهر تدلُّ على
مخالفتهم في الباطن، والعكس كذلك، فمشابهتهم في الظاهر، تدلُّ على محبتهم في
الباطن، فالتّشبه له ارتباطٌ وثيقٌ بما في القلب من محبتهم، أو من تعظيمهم، فما
تشبّه المتشبّه بهم إلاّ لأنه يرى فيهم الكمال والقدوة الحسنة له، وهذا إنما هو
تعظيم لمن أمر الله بتصغيرهم، وحبٌّ لمن أمر الله ببغضهم، فالواجب الحذر من ذلك؛
لأنَّ المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبًا... إلى آخره.
يعني: هذه هي الحكمة في النهي عن التشبُّه باليهود والنصارى وأمثالهم من الكفرة، وهو أنَّ التشبّه بهم في الهدي الظاهر يدلُّ على شعورٍ في الباطن نحوهم بالتعظيم والاحـترام والتوقـير؛ لأنه لـو لم يعظّمهم ولم يرَ أنهم أهل كمال لما تشبَّه بهم.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد