ومنها: أنَّ
المخالفة في الهدي الظاهر توجـب مباينةً ومفارقةً توجب الانقطاع عن موجبات الغضب،
وأسباب الضلال، والانعطاف إلى أهل الهدى والرضوان، وتحقق ما قطع الله من الـموالاة
بين جنـده المفلحين وأعدائه الخاسرين.
****
والتشبّه باللباس
فيه سرٌّ، وهو أنَّ المتشبّه يشعر بنوع قرب وانتماء لمن تشبّه بلبسه، فمن لبس لباس
العلماء صار في نفسه حب للعلماء وانتماء إليهم، ومن لبس لباس الجنود صار في نفسه
شعور نحو الجندية والعسكرية، وكذا كل قوم لهم لباس معين، كما هي العادات، فإنك تجد
رابطة بينهم، وهذا المثال يقاس عليه سائر أنواع التشبّه، فما من أحدٍ يتشبه بأحدٍ
في شيء من لباسه أو من كلامه، أو من مشيته، أو غير ذلك إلاّ وهو يحمـل في قلبـه له
شعورًا خاصًّا حمله على التشبه به، في حين تجد أنَّ الذي ينفر من شخص يجافيه في كل
شيء ويحرص على مخالفته.
والحاصل: أنك تجد أنَّ من
يتشبه من المسلمين بقومٍ من الكفار تجده يذوب فيهم ويصير مثلهم، حتى لا تكاد
تميزه، والأصل في المسلم أن تكون له شخصيته المستقلة.
يعني: أنَّ التشبّه بالـمُنعَم عليهم - أهل الصراط المستقيم - يورث محبةً لهم، ويوُرث انضمامًا إليهم، واتّباعًا لصفاتهم، والتشبُّه بالمغضوب عليهم - وهم اليهود - والضالّين - وهم النصارى - على العكس يُحدِث في نفس المتشبِّه ميولاً إليهم وتأثرًا بعاداتهم وأخلاقهم الفاسدة، وتقاليدهم الكاسدة، بحسب ما يعلق به من التشبّه بهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد