وكلما كان
القلب أتمَّ حياة وأعرفَ بالإسلام -الذي هو الإسلام لستُ أعني مجرد التوسُّم به
ظاهرًا أو باطنًا بمجرد الاعتقادات التقليدية من حيث الجملة - كان إحساسُه بمفارقة
اليهود والنصارى باطنًا أو ظاهرًا أتمَّ، وبُعدُه عن أخلاقهم الموجودة في بعض
المسلمين أشد.
****
يعني: كلّما كان الدين
متمكّنًا في قلب المؤمن، وسواء كان ذلك في أعماله أو أقواله، فإنه بذلك يبتعد عن
هدي المخالفين لهذا الدين، من اليهود والنصارى وغيرهم، وإنما ينشأ التشبُّه
بالكفار من ضعف الدين، وضعف الإدراك.
وأما قوله: «لست أعني مجرد التوسم به ظاهرًا...» أي: إنما يقصد بالإسلام: الإسلام الصحيح القائم على الكتاب والسُّنة في القول والعمل والاعتقاد، فإنَّ هذا هو الذي يدعو إلى التباعد عن أخلاق الكفار والمنافقين وأصحاب الجحيم؛ لأنَّ صاحبه يكون على بصيرة، ويميّز بين الحق والباطل، فيأخذ الحق، ويترك الباطل، وأما من يتسمّى بالإسلام ولم يحقّق هذه النسبة في عقيدته، وأخلاقه وسلوكه، فإنه يرى بأنَّ التشبُّه بهؤلاء هو الكمال، وأنَّ طريقتهم هي الأقوم؛ لأ نَّه يُفتن بما في أيديهم من زهرة الحياة الدنيا، ويظن أنهم إنما حصَّلوه بفكرهم المنحرف وعقيدتهم الباطلة، ونسي أنَّ هذا استدراج، وأنَّ الله يُعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، وأنه لو كانت الدنيا تساوي عنده جناح بعوضة لما سقى منها كافرًا شربة ماء، كما في الحديث.
الصفحة 4 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد