واعلم أنَّ
دلالة الكتاب على خصوص الأعمال وتفاصيلها إنَّما يقع بطريق الإجمال والعموم أو
الاستلزام، وإنما السنَّة هي التي تفسِّر الكتاب وتبيّنه وتدل عليه، وتعبّر عنه.
فنحن نذكر من
آيات الكتاب ما يدل على أصل هذه القاعدة في الجملة، ثم نُتبع ذلك الأحاديث
المفسِّرة لمعاني ومقاصد الآيات بعدها.
****
يعني: أنَّ القرآن قد جاءت فيه الأوامر
والنواهي على وجه الإجمال في بعض الأمور، فالسُّنَّة هي التي تبيّن مجملَه وتقيّد
مطلقه، وتوضّح مشكِلَه، فالسُّنة مبيّنة ومفسِّرة للقرآن؛ لأنَّ الله وَكَل البيان
إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ﴿وَٱلزُّبُرِۗ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ
ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ﴾ [النحل: 44]، هذه هي القاعدة العامة.
أما في مسألة
التشبّه بالكفار فإنَّ الله نهانا عن التشبّه بهم فقال: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ
وَٱخۡتَلَفُواْ [آل عمران: 105]، وقال سبحانه: ﴿وَخُضۡتُمۡ كَٱلَّذِي خَاضُوٓاْۚ﴾ [التوبة: 69]، وهذا
في سياق الحديث عن العقيدة والدين، وأما الأمور المنهي عنها فهذه جاءت على وجه
الإجمال في القرآن، والسنّة جاءت مفصِّلة لها، فنهى مثلاً عن حَلق اللِّحى وتوفير
الشوارب، وهذا تفصيل لما أجمله القرآن من النهي عن التشبّه باليهود.
بعد أن ذكر أنَّ السُّنَّة تبيّن وتوضّح ما جاء في القرآن على وجه الإجمال، أراد رحمه الله أن يبيّن لك الآيات المجملة في النهي عن التشبّه بالكفار، والأحاديث المفسِّرة لها.
الصفحة 4 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد