واتّبعوا أهواءهم،
فأنت أيها النبي منهيٌّ عن التشبُّه بهم في هذا الأمر، ويجب عليك أن تتمسك بالكتاب
الذي أُنزل عليك، ولا تتركه كما ترك أهل الكتاب كتبهم واتبعوا أهواءهم.
وإذا اتّبعتهم فإنهم يوم
القيامة لن يغنوا عنك من الله شيئًا، ولن يدفعوا عنك عذاب الله لو أنك سلكت
سبيلهم، وهذا شأن أهل الضلال، يتبّرأ بعضهم من بعض يوم القيامة. قال الله عز وجل: ﴿ٱلۡأَخِلَّآءُ
يَوۡمَئِذِۢ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: 67] يتبرّأ بعضهم
من بعض.
ولا يجوز للمسلمين أن
يتولوهم، وإنما بعضهم أولياء بعض كما قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا
تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ
بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ
مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [المائدة: 51] فالمؤمنون يتولى بعضهم بعضًا، والظالمون يتولى بعضهم بعضًا.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد