قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا
كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ
وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن
يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا﴾ [الأحزاب: 36]، فالمؤمن يدور مع أمر الله سبحانه وتعالى حيثما دار.
وبيَّنت حادثة تحويل
القبلة صدق المؤمنين واتباعهم لأوامر الله، فلقد صلَّى ناس مع النبي صلى الله عليه
وسلم صلاة العصر إلى الكعبة، ثم خرجوا إلى مسجد بني زُريق، وقد وجدوا الناس يصلّون
إلى بيت المقدس، لأنه لم يبلغهم تحويل القبلة، فما كان منهم إلاّ أن أخبروهم
بتحويل القبلة، فاستدار القوم وهم في صلاتهم إلى الكعبة المشرفة، امتثالاً لأمر
الله سبحانه وتعالى دون اعتراض، ودون سؤال، لأنهم مؤمنون بالله عز وجل ومؤمنون
برسوله صلى الله عليه وسلم، فهم يدورون مع أمر الله جل وعلا.
أما اليهود فإنهم
فرحوا في بداية الأمر لما توجّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبلتهم، وقالوا: إنه
بفعله هذا يوافق ديننا، وليس الأمر كما يظنّون، فإنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم
إنما يطيع أمر الله، فحيث لم يأمره بالتحوّل عن بيت المقدس بقي على ذلك، ولـمّا
أمره الله بالتحول إلى الكعبة، توجَّه إلى الكعبة وتوجه معه المسلمون دون أي توقف،
لأنهم عبادٌ لله يأتمرون بأوامره.
فهو لم يستقبل بيت
المقدس من أجل اتّباع اليهود، وإنما استقبله؛ لأنه لم يُؤمـر بالتحوّل عنه بعدُ،
ولما تحوَّل إلى الكعبة استجـابة لأمر الله، قال المشركون مثلما قال اليهود من
قبل: تحوّل إلى قبلتنا، فيوشك أن يتحوَّل إلى ديننا، يعني: أن يتحول إلى عبادة
الأصنام -
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد