حاشا وكلاّ - فهو لا يلتمس رضا أحدٍ من الناس،
إنما يصدع لأمر الله، ولذلك قال جل وعلا: ﴿لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيۡكُمۡ حُجَّةٌ﴾ [البقرة: 150] أي: لئلا يكون لأهل الكتاب عليكم حجّة، فإنهم يعلمون أنَّ
من صفة هذه الأمة التوجه إلى الكعبة، ولئلا يحتجوا بموافقة المسلمين إياهم في
التوجه إلى بيت المقدس، وهذا هو الأظهر.
قوله: ﴿إِلَّا
ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ﴾ يعني: مشركي قريش، حيث
قالوا: إنَّ هذا الرجل يزعم أنه على دين إبراهيم فلم يرجع عنه، والجواب أنَّ الله
تعالى اختار له التوجه إلى بيت المقدس أولاً لما له تعالى في ذلك من الحكمة، فأطاع
ربه في ذلك، ثم صرفه إلى الكعبة فامتثل الأمر، فهو مطيع في جميع أحواله.
ولكنَّ الله قال رغم ما قاله وسيقوله المشركون: ﴿فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِي عَلَيۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ أي: لا تخشوا شُبه الظالمين المتعنِّتين، وأفرِدوا الخشية لي، فإنه تعالى أهلٌ لأن يُخشى، ولن يضركم كيدهم شيئًا.
الصفحة 3 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد