السورة التي فضحت
المنافقين وهتكت أستارهم، وقوله هنا: ﴿ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ ُ﴾ دلَّ على أنَّ في
النسـاء منافقات كالرجال.
والنفاق: هو إظهار الإيمان
وإبطال الكفر، وهذا هو النفاق الاعتقادي الكفري، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار،
فالمنافق يُظهر الإيمان ويُبطن الكفر خداعًا ومكرًا، قال الله تعالى: ﴿يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ﴾ [البقرة: 9].
والقسم الثاني من النفاق: النفاق
العملي كأن يكون فيه صفة من صفات المنافقين، كالكذب، وإخلاف الوعد، فهو مؤمن، لكن
فيه صفة وخَصْلة من خصال المنافقين حتى يدعها، كما قال صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ
مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ
مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا
اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا
خَاصَمَ فَجَرَ» ([1]).
فهذه صفات قد تَصدُر
من بعض المؤمنين لضعف إيمانهم، لكنهم لا يكفرون بها، وتسمّى بالنفاق الأصغر، وهي
خطيرة جدًّا، لأنها قد تجر إلى النفاق الأكبر، والاتصاف بها مشابهة للمنافقين، وإن
كانت مشابهةً جزئية لكنها خطيرة جدًّا ومرض عُضال، حتى يتوب الإنسان منها.
قوله: «﴿ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ﴾»، لم يقل: أولياء بعض لأنهم أعداء فيما بينهم وإن كانوا يظهرون أنهم جميع، لكنهم فيما
([1]) أخرجه: البخاري رقم (34)، ومسلم رقم (58).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد