بينهم أعداء ﴿تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعٗا
وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡقِلُونَ﴾ [الحشر: 14] فقال: ﴿بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ﴾ [التوبة: 67] يعني: يشبه بعضهم بعضًا في المكر والخداع والسلوك السيئ ﴿يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ
وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ﴾ [التوبة: 67] دائمًا هذه صفة المنافقين يأمرون بالمنكر.
والمنكر: كل ما تنكره العقول
السليمة والفطر المستقيمة، وهو كل ما حرَّم الله سبحانه وتعالى ونهى الله عنه
وحرَّمه، فإنه منكر؛ لأنه تكرهه العقول السليمة والفطر السليمة والمستقيمة، فهؤلاء
يأمرون بالمنكر، هذه صفتهم أنهم يأمرون بالمنكر، ودائمًا يدعون إلى الرذيلة والعري
والتفسُّخ وخلع الحجاب وإخراج المرأة من بيتها لتتولى عمل الرجل ومخالطة الرجال،
ويدعون إلى تغيير الشرع وإلى القوانين الوضعية والأنظمة الكفرية ومسايرة الكفار،
هذه دعاياتهم دائمًا وأبدًا.
وما أشبه الليلة بالبارحة، فالدعاة الآن من هؤلاء على قدمٍ وساقٍ دائمًا يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، وينهون عن التمسك بالكتاب والسنَّة، ويعتبرون التمسك بالدين من الغلوّ والتطرف والتشدّد والتزمّت، إلى غير ذلك، يزهّدون في اتباع الكتاب والسنة والاستقامة، نعم إنكار الغلو والتشدّد والتزمّت، هذا أمرٌ واجب لأنه يُنكر، لكن ليس التمسك بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم والتقيّد بالحلال دون الحرام، ليس هذا هو التشدّد، وليس هذا هو التزمّت، بل هذا هو الحق، وهو المنهج السليم القويم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد