قوله: «﴿وَيَقۡبِضُونَ
أَيۡدِيَهُمۡۚ﴾»: كناية عن البخل لأنهم يمنعون الزكاة، ولا يتصدَّقون ولا ينفقون، لأنهم لا
يؤمنون بالله، ولا يرجون ثواب الله، يحبّون المال فيبخلون به، ويخشون الفقر، ليس
عندهم أمل بالله عز وجل واعتماد عليه، يظنون أنهم إذا أنفقوا من مالهم ينفد،
ويُصيبهم الفقر، فهم يقبضون أيديهم في النفقات الواجبة والمستحبّة، هذه صفات
المنافقين - والعياذ بالله-.
قوله: «﴿نَسُواْ ٱللَّهَ
فَنَسِيَهُمۡۚ ﴾» أي: نسوا ذكره
وتركوا طاعته جل وعلا وارتكبوا ما حرَّم الله عليهم، ونسيهم الله أي: تركهم الله
في العذاب - والله جل وعلا - لا ينسى النسيان الذي معناه الذهول، إنما معنى
النسيان هنا: الترك، فالنسيان يأتي بمعنى الترك، كما أنه يأتي بمعنى الذهول، والله
منزَّه عن الذهول ﴿وَمَا
كَانَ رَبُّكَ نَسِيّٗا﴾ [مريم: 64]، ﴿فِي
كِتَٰبٖۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى﴾ [طه: 52] فالله
منزّه عن النسيان الذي هو الذهول، وعدم الإدراك، وإنما المراد بالنسيان هنا:
الترك لأنهم لـمّا ﴿نَسُواْ
ٱللَّهَ﴾ وتركوا أوامره وأعرضوا عن ذكره، نسيهم: يعني تركهم في العذاب.
قوله: «﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾» أي: الخارجون عن طاعة الله؛ لأنَّ الفسق في اللغة هو: الخروج من الدين، وهو فسق كفر وفسق معصية.
الصفحة 4 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد